سورة هود - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض} قال أبو عبيدة: {مِنْ} من حروف الزوائد، والمعنى: وما دابة، والدابة: اسم لكل حيوان يدب. وقوله: {إِلا على الله رزقها} قال العلماء: فضلاً منه، لا وجوباً عليه. و{على} هاهنا بمعنى مِنْ وقد ذكرنا المستقر والمستودع في سورة [الأنعام: 67].
قوله تعالى: {كل في كتاب} أي: ذلك عند الله في اللوح المحفوظ، هذا قول المفسرين. وقال الزجاج: المعنى: ذلك ثابت في عِلم الله عز وجل.
قوله تعالى: {وكان عرشه على الماء} قال ابن عباس: عرشه: سريره، وكان الماء إِذْ كان العرش عليه على الريح. قال قتادة: ذلك قبل أن يخلق السمواتِ والأرض.
قوله تعالى: {ليبلوَكم} أي: ليختبركم الاختبار الذي يجازي عليه، فيثيت المعتبر بما يرى من آيات السموات والأرض، ويعاقب أهل العناد.
قوله تعالى: {أيكم أحسن عملاً} فيه أربعة أقوال:
أحدها: أيكم أحسن عقلاً، وأورع من محارم الله عز وجل، وأسرع في طاعة الله، رواه ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أيكم أعمل بطاعة الله، قاله ابن عباس.
والثالث: أيكم أتم عقلاً، قاله قتادة.
والرابع: أيكم أزهد في الدنيا، قاله الحسن وسفيان.
قوله تعالى: {إن هذا إِلا سحر مبين} قال الزجاج: السحر باطل عندهم، فكأنهم قالوا: إِن هذا إِلا باطل بيِّن، فأعلمهم الله تعالى أن القدرة على خلق السموات والأرض تدل على بعث الموتى.


قوله تعالى: {ولئن أخَّرنا عنهم العذاب} قال المفسرون: هؤلاء كفار مكة، والمراد بالأمَّة المعدودة: الأجل المعلوم، والمعنى: إلى مجيء أمة وانقراض أخرى قبلها. {ليقولن ما يحبسه} وإِنما قالوا ذلك تكذيبا واستهزاءً.
قوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم} وقال: {ليس مصروفاً عنهم}. وقال بعضهم: لا يُصرف عنهم العذاب إِذا أتاهم. وقال آخرون: إِذا أخذتهم سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تُغمد عنهم حتى يباد أهل الكفر وتعلوَ كلمة الإِخلاص.
قوله تعالى: {وحاق بهم} قال أبو عبيدة: نزل بهم وأصابهم.
وفي قوله: {ما كانوا به يستهزؤن} قولان:
أحدهما: أنه الرسول والكتاب، قاله أبو صالح عن ابن عباس، فيكون المعنى: حاق بهم جزاء استهزائهم.
والثاني: أنه العذاب، كانوا يستهزئون بقولهم: {ما يحسبه}، وهذا قول مقاتل.


قوله تعالى: {ولئن أذقنا الإِنسان منا رحمة} اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال.
أحدها: أنها نزلت في الوليد بن المغيرة، قاله ابن عباس.
والثاني: في عبد الله بن أبي أمية المخزومي، ذكره الواحدي.
والثالث: أن الإِنسان هاهنا اسم جنس، والمعنى: ولئن أذقنا الناس، قاله الزجاج. والمراد بالرحمة: النعمة، من العافية، والمال، والولد. واليؤوس: القنوط، قال أبو عبيدة: هو فعول من يئستُ. قال مقاتل: إِنه ليؤوس عند الشدة من الخير، كفور لله في نعمه في الرخاء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8